أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

ظهور مرض فيروسي في تعز سبق ان تفشى في الجزائر خلال تسعينات القرن الماضي

يمنات – صنعاء

كشفت مصادر طبية عن انتشار مرض فيروسي في مدينة تعز، جنوب غرب اليمن.

و نقلت وكالة “الأناضول التركية” عن مسؤول في وزارة الصحة العامة و السكان، التابعة لحكومة هادي، إن فيروس “غرب النيل” ظهر في أوساط بعض سكان محافظة تعز، التي انتشر فيها وباء حمى الضنك مؤخراً، في ظل تردي الخدمات الصحية في البلاد.

و أشار المسؤول، إلى إن هذا الفيروس ظهر مؤخراً في عدة مناطق بمحافظة تعز، للمرة الأولى في اليمن بشكل عام.

و أوضح أنه تم التأكد من وجود عدد من المصابين بالمرض، أثناء تلقيهم العلاج في مراكز صحية بمدينة تعز، غير أنه لا توجد حتى الآن إحصائية محددة حول عدد المصابين.

فيروس غرب النيل

فيروس غرب النيل (WNV) هو فيروس منقول بالمفصليات حيواني المنشأ ينقله البعوض و ينتمي إلى جنس الفيروس المصفر (Flavivirus) ضمن فصيلة الفيروسات المصفرة.

و يوجد هذا الفيروس المصفر في المناطق المعتدلة و الاستوائية من العالم. و تم اكتشافه لأول مرة في منطقة غرب النيل الفرعية في دولة أوغندا، شرق أفريقيا عام 1937.

و قبل منتصف التسعينيات من القرن العشرين، ظهر مرض فيروس غرب النيل بشكل متقطع فقط، و كان يشكل خطورة بسيطة على البشر، إلى أن تفشى في الجزائر عام 1994 مع وقوع حالات إصابة بالتهاب الدماغ الناتج عن فيروس غرب النيل.

و كان أول تفشي كبير للمرض في رومانيا في عام 1996 مع إصابة عدد كبير من الحالات بـمرض غزوي العصب.

و انتشر فيروس غرب النيل الآن على مستوى العالم، حيث تم اكتشاف أول حالة في نصف الأرض الغربي في مدينة نيويورك في عام 1999؛ و على مدار السنوات الخمس التالية لذلك، انتشر الفيروس عبر الولايات الأمريكية الـ48 المتجاورة، و شمالاً إلى كندا و نحو الجنوب إلى جزر الكاريبي و أمريكا اللاتينية.

كما انتشر فيروس غرب النيل في أوروبا فيما وراء حوض البحر الأبيض المتوسط، و تم اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس مؤخرًا في عام 2012 في إيطاليا.

و يعتبر فيروس غرب النيل الآن ممراض متوطن في إفريقيا و آسيا و أستراليا و الشرق الأوسط و أوروبا و الولايات المتحدة، التي تعرضت في عام 2012 لواحد من أسوأ الأوبئة.

و الطريقة الرئيسية التي ينتقل بها فيروس غرب النيل هي عبر الأنواع المختلفة من البعوضيات التي تعد الناقل الرئيسي له.

كما أن الطيور هي أكثر الحيوانات إصابةً بهذا الفيروس، و تعمل كـمضيف مستودع له – خاصة العصفوريات التي تنتمي لأكبر رتبة من الطيور و هي (العصفوريات أو الجواثم).

و تم اكتشاف فيروس غرب النيل في العديد من أنواع القراد، إلا أن الأبحاث الحالية تشير إلى أنها ليست نواقل مهمة للفيروس.

يصيب فيروس غرب النيل العديد من أنواع الثدييات، بما في ذلك الإنسان، كما تم اكتشافه لدى أنواع من الزواحف من بينها تماسيح القاطور و التماسيح، و أيضا في البرمائيات.

و ليس بمقدور جميع أنواع الحيوانات التي تكون عُرضة للإصابة بفيروس غرب النيل – بما في ذلك الإنسان – و لا جميع أنواع الطيور أن توفر المستويات الفيروسية الكافية لنقل المرض إلى البعوضيات غير المصابة، و من ثم لا تعتبر من العوامل الرئيسية في نقل فيروس غرب النيل.

نسبة 80% تقريبًا من الإصابات بفيروس غرب النيل لدى الإنسان دون سريرية لا تسبب أعراضًا. أما بالنسبة للحالات التي تظهر عليها أعراض – و التي يُطلق عليها مصطلح حمى غرب النيل في الحالات التي لا تصاب بمرض عصبي – عادةً ما تتراوح المدة بين الإصابة و ظهور الأعراض (فترة الحضانة) بين 2 و15 يومًا.

و من بين الأعراض الحمى و الصداع و الإعياء و الألم العضلي أو الآلام و التوعك و الغثيان و فقدان الشهية و التقيؤ و الطفح الجلدي.

أقل من 1% من هذه الحالات خطيرة و تتسبب في الإصابة بمرض عصبي عندما تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. و الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بهذا الفيروس فهم كبار السن و الأطفال الصغار و الأشخاص الذين لديهم تثبيط مناعي، سواء محفز طبيًا مثلما يحدث مع الأشخاص الذين يتناولون أدوية كبت المناعة، أو نتيجة حالة مرضية موجودة من قبل مثل الإصابة بمتلازمة العوز المناعي المكتسب (HIV).

من بين الأمراض العصبية المحددة التي قد تتم الإصابة بها التهاب الدماغ الناتج عن فيروس غرب النيل الذي يسبب التهاب الدماغ، و التهاب السحايا الناتج عن فيروس غرب النيل الذي يسبب التهاب السحايا و هي الأغشية الواقية التي تغطي الدماغ و النخاع الشوكي، و التهاب السحايا و الدماغ الناتج عن فيروس غرب النيل، و الذي يسبب التهاب الدماغ و السحايا المحيطة به، و شلل الأطفال الناتج عن فيروس غروب النيل، و التهاب النخاع الشوكي الذي يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة مماثلة لـشلل الأطفال و التي قد تسبب الشلل الرخو الحاد.

لا يتوفر حاليًا أي لقاح مضاد للإصابة بفيروس غرب النيل.

و تعد أفضل طريقة لخفض معدلات الإصابة بفيروس غرب النيل هي مكافحة البعوض من جانب البلديات و الشركات و المواطنين الأفراد لتقليل أعداد البعوض المتكاثرة في الأماكن العامة و التجارية و الخاصة عبر وسائل متعددة تتضمن التخلص من برك الماء الراكد حيث يتربى البعوض و يتكاثر مثل تلك الموجودة في الإطارات الهوائية القديمة و الدلاء و المسابح غير المستخدمة، و ما إلى ذلك.

و على مستوى الفرد، فإن أفضل سبل الحماية تتوفر من خلال اتباع التدابير الوقائية الشخصية لتجنب التعرض للسع من قبل البعوض المصاب، و عبر استخدام طارد البعوض و أغطية النوافذ، و تجنب التواجد في المناطق التي يُرجح أن يحتشد فيها البعوض مثل الأماكن القريبة من المستنقعات و الأماكن ذات الغطاء النباتي الكثيف و ما إلى ذلك، و توخي الحذر خلال الفترة من الغسق إلى الفجر حيث يكون البعوض في أنشط حالاته.

و في حالة التعرض للسع من قبل بعوضة مصابة، فإن معرفة العامة غير المتخصصين و الأطباء و العاملين في المهن الصحية المساعدة بأعراض الإصابة بفيروس غرب النيل تتيح أفضل الفرص لتلقي العلاج الطبي في الوقت المناسب، ما يساعد في تقليل المضاعفات المحتملة التي قد تصاحب المرض، فضلاً عن الرعاية التسكينية المخففة للآلام.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى